يقوم عضو الكونغرس الأميركي أبراهام ج. حمادة بزيارة لافتة إلى سوريا، أعلن رسميًا أن هدفها مناقشة جهود الكونغرس المستمرة لإعادة الأميركيين المحتجزين أو المفقودين إلى وطنهم وتعزيز فرص السلام في المنطقة.

الزيارة، التي حظيت بتغطية واسعة في الصحافة الإسرائيلية، اكتسبت رمزية خاصة لكونها شهدت رحلة جوية مباشرة من إسرائيل إلى سوريا، وهو ما وصفته “جيروزاليم بوست” بأنه “خطوة غير مسبوقة من القدس إلى دمشق”.

وتناولت صحافة إسرائيل هذه الزيارة باهتمام لافت، خاصة أنها تحمل رمزية مهمة تمثلت في الطيران المباشر من إسرائيل إلى سوريا. وقالت “جيروزاليم بوست” إن حمادة أكمل زيارة “مهمة” إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، شملت ما وصفه مكتبه بأنه “رحلة غير مسبوقة من القدس إلى دمشق”.

خلال وجوده في سوريا، التقى حمادة الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، في وقت تواصل فيه دمشق انتقالها من حكم نظام بشار الأسد، الذي انهار في كانون الأول (ديسمبر) 2024، إلى حكومة جديدة تسعى لتوحيد البلاد. ومع ذلك، لا تزال بعض المناطق تشهد توترات بين فصائل مختلفة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات داخلية بين مجموعات محلية، من بينها اشتباكات بين الدروز والبدو وجماعات أخرى.

الزيارة، بحسب بيان مكتب حمادة، تأتي في إطار مساعيه لمناقشة “تعزيز السلام من خلال القوة” ودفع سوريا نحو مستقبل منفتح على التعاون الإقليمي، إضافة إلى معالجة ملفات إنسانية عالقة.

رحلة مباشرة

وأكد المكتب أن هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي يسافر فيها مسؤول أميركي مباشرة من إسرائيل إلى سوريا، في مشهد يذكّر بفترة الدبلوماسية المكوكية الأميركية في سبعينيات القرن الماضي.

وشملت جولة حمادة في المنطقة لقاءً في إسرائيل مع الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للدروز، حيث جرى التطرق إلى قضايا الأمن الإقليمي والتطورات الأخيرة في سوريا.

وكان الشهر الماضي قد شهد قصفًا إسرائيليًا على دمشق قالت تل أبيب إنه جاء لردع هجمات استهدفت مناطق درزية.

وتتزامن هذه التحركات مع جهود أوسع لإدارة ترامب لفتح قنوات مع سوريا، إذ كان ترامب قد عيّن في أيار (مايو) السفير الأميركي لدى تركيا، توم باراك، مبعوثًا خاصًا لدمشق، واضطلع باراك منذ ذلك الحين بدور بارز في الدفع نحو تخفيف العقوبات الأميركية وتعزيز التواصل الدبلوماسي.

من هو حمادة؟

حمادة، النائب الجمهوري عن ولاية أريزونا، ينحدر من أصول سورية درزية وكردية وإسلامية، وخدم سابقًا في الجيش الأميركي بالسعودية وفقاً لصحيفة “ذا جويش إنسايدر”.

وأوضح مكتبه أنه قضى ست ساعات في دمشق للقاء الشرع وبحث إعادة جثمان الأميركية كايلا مولر إلى عائلتها، إضافة إلى الدعوة لإنشاء ممر إنساني آمن لإيصال المساعدات إلى السويداء، ودفع مسار تطبيع سوريا مع إسرائيل وانضمامها إلى اتفاقيات إبراهيم.

وخلال محادثاته مع الشرع، شدد حمادة على أن سوريا الجديدة يجب أن تضمن السلام والأمن لجميع مكوناتها، من مسيحيين ودروز وأكراد وعلويين وغيرهم من الأقليات، معتبرًا – وفقاً للبيان الصادر عن مكتبه – أن هذه الرؤية هي السبيل الوحيد لبناء دولة مستقرة.

وتأتي هذه الزيارة في سياق دور حمادة داخل لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، حيث يشارك في صياغة التشريعات الداعمة لتوسيع اتفاقيات إبراهيم وإدماجها ضمن سياسات وزارة الخارجية الأميركية، بما يعزز المشاركة الدبلوماسية مع دول المنطقة.

كما تشكل امتدادًا لزيارة سابقة في نيسان (أبريل) قام بها النائبان مارلين ستوتزمان وكوري ميلز، وكانا أول عضوين في الكونغرس يزوران سوريا بعد سقوط نظام الأسد.

ملف التطبيع

حمادة عضوٌ في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب. وهو أحد واضعي قانون تعزيز التعليم بشأن اتفاقيات إبراهيم من أجل المشاركة الشاملة (PEACE)، وهو قانونٌ ثنائي الحزبية، يهدف إلى تعزيز المشاركة الدبلوماسية الأمريكية من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على التدريب على اتفاقيات إبراهيم واتفاقيات التطبيع الأخرى في وزارة الخارجية الأمريكية.

وتأتي زيارته إلى سوريا استكمالاً لزيارة سابقة في أبريل (نيسان) قام بها النائبان الأميركيان مارلين ستوتزمان من إنديانا وكوري ميلز من فلوريدا. وكانا أول عضوين في الكونغرس يزوران سوريا بعد سقوط نظام الأسد.

سهم:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *