أثار مسلسل Adolescence البريطاني ضجة كبيرة في المجتمعات الغربية، بعد أن طرح بأسلوب جريء قضية تأثير الثقافة الرقمية على المراهقين، وتحديداً في ما يتعلق بالمفاهيم المغلوطة حول الرجولة والضغوط الناتجة عن متابعة المؤثرين عبر الإنترنت.

العمل الذي بدأ عرضه على منصة نتفليكس في 13 مارس، لم يقتصر تأثيره على المشاهدين فحسب، بل دفع عدداً من المدارس في بريطانيا إلى اعتماده كمادة توعوية، لدفع الطلاب إلى مناقشة قضايا التنمر والعنف الرقمي، في مبادرة لاقت ترحيباً من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي وصفه بـ”الأداة التحذيرية الفعالة ضد الثقافة الذكورية السامة”.

يحكي المسلسل، المؤلف من أربع حلقات، قصة مراهق يُتهم بقتل زميلته في المدرسة، لتبدأ رحلة صادمة من التساؤلات حول سلوك الطفل وتأثير وسائل التواصل عليه. وكشفت التحقيقات أن المتهم تعرض لحملة تنمر إلكترونية ممنهجة، ما يفتح الباب لمناقشة أعمق حول التكوين النفسي للأطفال والضغوط الاجتماعية الخفية التي قد تقود إلى الكارثة.

العمل تميز بأسلوبه البصري الفريد، حيث اعتمد المخرج فيليب بارانتيني تقنية اللقطة الواحدة المتواصلة، مما أضفى على الأحداث شعوراً بالواقعية والتوتر المستمر. وتم تصوير المسلسل في مواقع متغيرة ترافق تصاعد القصة، من المنزل إلى مركز الشرطة، المدرسة، دار الرعاية، وأخيراً إلى حياة العائلة بعد الانهيار.

Adolescence لا يقدم فقط قصة جريمة مأساوية، بل يتعمق في بنية المجتمع ليكشف كيف تتحول البيئات العادية إلى بيئات تغذي العنف بصمت. كما يسلط الضوء على فجوة التواصل بين الأهل والأبناء، ويطرح تساؤلات عن مسؤولية الأسرة، المدرسة، والمجتمع ككل في حماية المراهقين من الانهيار النفسي الناتج عن العزلة الرقمية.

وقد تجاوز عدد مشاهدي المسلسل 66 مليون مشاهدة، ما يعكس حجم التفاعل العالمي مع موضوعاته الحساسة، ويفتح نقاشاً واسعاً حول ضرورة إدماج الثقافة الرقمية والوعي النفسي في المناهج التعليمية.

سهم:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *